بعد ثلاثة أيام فقط من هدف الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي الذي أحدث ضجة كبيرة ووضع اللاعب وفريقه برشلونة الأسباني لكرة القدم في دائرة الجدل والأضواء انقلبت الأوضاع داخل النادي الأسباني رأسا على عقب وأثارت هزيمته أمام فياريال صفر/2 مساء أمس الأول الأحد مخاوف كثيرة من تحول الفريق إلى ريال مدريد آخر.
ورغم أن الهزيمة أمام فياريال أمس الأول ليست الأولى لبرشلونة في الموسم الحالي حيث مني الفريق قبلها بخمس هزائم أخرى مقابل ثمانية تعادلات و17 فوزا بالدوري الأسباني هذا الموسم كان السقوط صفر/2 أمام فياريال صدمة كبيرة لبرشلونة خاصة وأن الفريق لم يقدم في الموسم الحالي العروض التي تليق بمتصدر الدوري الأسباني.
ويتصدر برشلونة جدول المسابقة حاليا بفارق نقطة واحدة فقط أمام أشبيلية وبفارق نقطتين أمام منافسه العنيد ريال مدريد الذي يحتل حاليا المركز الثالث في المسابقة.
لكن ما يزعج مشجعي الفريق بالفعل هو أن أداء الفريق لا يعطي أي مؤشرات إيجابية. ومنذ وقت طويل لم يقدم برشلونة الأداء الذي يعيد به ثقة الجماهير.
واستغل فياريال نقاط الضعف في فريق برشلونة وقضى على خطورته تماما وسجل هدفين في مرماه خلال الشوط الثاني من المباراة.
وإلى جانب ذلك كانت الهزيمة ذات دلائل أخرى مهمة لأنها الأولى التي يخسرها الفريق في الدوري الأسباني رغم وجود الثلاثي البرازيلي رونالدينيو والكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني ليونيل ميسي في التشكيل الأساسي للفريق.
وأصيب مشجعو برشلونة بخيبة شديدة بعد أيام من الضجة التي أحدثها الهدف التاريخي الذي سجله ميسي للفريق في مرمى خيتافي بمباراة الذهاب في الدور قبل النهائي لمسابقة كأس ملك أسبانيا الأسبوع الماضي ليفوز الفريق 5/2 .
ووصفت الصحف الأسبانية وجميع من شاهدوا المباراة في الملعب أو عبر شاشات التلفزيون بأنه مثل هدف أسطورة الكرة الأرجنتيني دييجو مارادونا في مرمى المنتخب الإنجليزي خلال مباراة المنتخبين بدور الثمانية لكأس العالم 1986 بالمكسيك.
ولم تكد أنباء الإشادة بالفريق ولاعبيه تخفت حتى تعرض الفريق لموجة من الانتقادات في صحف برشلونة حيث اتهمت الصحف مسئولي النادي بأنهم ارتكبوا العديد من الأخطاء في التعاقدات مع اللاعبين كما أكدت الصحف أن المدرب الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني للفريق يتعامل بضعف شديد مع لاعبيه الكبار.
وذكرت صحيفة "سبورت" الأسبانية: برشلونة لا يبدو جيدا.. الفريق لا يقدم مستوى طيبا وكذلك نجومه... كما أن المدرب يبدو غائبا عن الفريق.. برشلونة يجعل الموقف سهلا على منافسيه. والمنافسة على لقب الدوري الأسباني ما زالت مفتوحة في الوقت الذي كان يجب على برشلونة حسمها لصالحه مثلما فعل انتر ميلان وليون في بطولتي الدوري الإيطالي والفرنسي على الترتيب.
وكشفت المباراة أمام فياريال المستوى السيئ لبعض لاعبي برشلونة مثل الكاميروني إيتو والبرازيلي رونالدينيو حيث أهدرا الفرص تباعا في الشوط الأول أمام سيباستيان فييرا حارس مرمى أوروجواي وفريق فياريال.
وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الأسبانية أنه من الصعب التغاضي عن تراجع مستوى ثلاثة لاعبين عباقرة مثل ميسي ورونالدينيو وإيتو الذين سمحوا لزميلهم كارلوس بيويل أن يكون أفضل لاعب في المباراة.
وكان المحللون في مدريد قد أعلنوا مرارا أن برشلونة يمر بنفس التجربة والظروف والمخاطر التي أدت لانهيار فريق ريال مدريد.
ويتردد الحديث عن وجود تساهل مع النجوم في برشلونة بالإضافة إلى افتقاد الفريق للاجتهاد في الملعب بالإضافة إلى سيادة المصالح التجارية على الأمور الرياضية في النادي.
وما يؤكد ذلك أن برشلونة سافر إلى القاهرة مساء أمس لخوض المباراة الودية مع نادي الأهلي المصري اليوم الثلاثاء مقابل الحصول على 5ر1 مليون يورو (مليونا دولار تقريبا).
ووصفت هذه الرحلة بالفعل بأنها "في غير محلها إطلاقا". وما ضاعف من الانتقادات ضد الفريق أن المباراة أمام الأهلي اليوم تتزامن مع فعاليات الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم وهي البطولة التي يحمل برشلونة لقبها ولكنه خرج مبكرا منها وفشل في الدفاع عن اللقب.
ويهتم برشلونة بفرصه في الدوري الأسباني ويتمنى أن تكون المباريات القادمة جيدة بالنسبة له أكثر مما هي بالنسبة لباقي منافسيه خلال المراحل السبع الباقية من المسابقة.
ورغم ذلك تبدو المشكلة الكبرى للفريق داخل صفوفه وليس في الفرق المنافسة له.